وقفات من الحياة


زيارة من نوع خاص

لا زال صدى تلك الأصوات في أذني و لا زالت ملامح تلك الوجوه تمر أمام عيني . 

كان يوما مميزا لن أنساه وسيبقى محفورا في ذاكرتي . 

هي زيارة من نوع خاص لأشخاص حازوا كل الخصوصية ..

 يوم السبت 6 نفمبر 2010 صادف هذا اليوم  إحتفالا وطنيا بالمسيرة الخضراء 

 و شاء الله أن نسير نحن أيضا مسيرة بيضاء لزيارة فئة عمرية لا ذنب لها

 إلا أنها ردت إلى أرذل العمر 

وحرمت من حنو الأبناء في عثرة السن.

 كانت انطلاقتنا من الكلية بعد تجديد النية و إستحضار الإخلاص ..شرد ذهني طيلة 

الطريق و أنا أتسرع تصور المكان و الأشخاص و أحاول تخيل سيناريو الزيارة..

 مر الوقت سريعا وصلت الحافلة...

  إنها دار المسنين عين الشق بالدار البيضاء ... 

حاولت المجموعة التي أرافقها  أن تقوم بشيء يدخل البهجة و السرور

 على ساكني هذه الدار  

ففكروا أن يتم الدخول عليهم  بموسيقى فلكلورية ( الدقة المراكشية ) يعني محاكاة

  للطريقة التي يبدأ بها الزواج المغربي .. 

ما أن دخلت إلى قاعة الإحتفال حتى خنقتني العبرة.. رأيت رجال ونساء كبار في السن ، 

البسمة تعلو وجوههم وهم منفعلين مع الجو الفلكلوري ..


أصابني الخوف و التردد في البداية و تساءلت كيف سأتعامل معهم ، حقيقة في داخلي

 خفت ألا أحسن الحديث معهم أو أن أجرح مشاعرهم دون إنتباه .. 

بدأت الصبيحة بالحلويات المغربية والشاي . كان سبحان الله جو عيد  :)

  جلست بين سيدتين ,حاولت تجاوز  الإبتسامة إلى الحديث معهما

 و السؤال ذاته لا يفارقني ... 

هل يا ترى ؟ يوما ما سأكون بهذا المكان لا ذنب لي سوى الشيب ؟.

 الأن فقط أدركت المعنى الحقيقي لدعاء حبيبنا المصطفى :

 'اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر

الصبيحة كانت مميزة جدا: تعرفت على السيدات أو بالأحرى أمهاتي... أمي زهرة ،

 أمي أمينة، أمي حكيمة  ، وأسماء أخرى  لا تحضرني ..

و زرت أخريات في غرفهن ، منعهن العجز من الإلتحاق بقاعة الإحتفال. 

دون شعور مني كنت أطبع قبلات على رؤوسهن ...

كانت ملامحهن تخفي الكثير من الألام و الأهات  

الحمد لله على كل حال . 

حقيقة تباينت الشخصيات بين متفائلة مبتسمة لا يفارق الحمد والثناء شفتيها ،

 وبين متذمرة ساخطة على الوضع ، وبين متألمة صامتة آثرت الوحدة  و الانطواء , 

 و بين دامعة متأثرة  ...

 المهم أن فرصة للإنفعال و لتحرير  الأحاسيس قد أتيحت لهن.

تعرفت على القارئة المثقفة و على المرتبة المنظمة و على صاحبة الصوت الجميل 

 وعلى صاحبة النكتة و الفكاهة  :)

مرت بقية اليوم في جو أكثر من رائع , تداخلت فيها المشاعر المتناقضة ما بين ابتسامات و دموع .. 

رافقناهم في وجبة الغذاء ، ثم كان هناك حفل شاي ونقش حناء و كذلك تم تنشيط الحفل 

بمسابقات و فكاهة  ومشاركات من المقيمين والمقيمات بالدار  .

و بعد توزيع هدايا رمزية تم ختم اللقاء  بالدعاء . 

في الحقيقة ألفنا تواجدنا هناك ..

 بعد صلاة المغرب غادرنا المكان ونحن نحمل معنا ذكرى رائعة

 لأشخاص  يربطنا بهم شيء ما .. لا نعرفه بالرغم أن معرفتنا بهم حديثة العهد . 

لن أنساكم أبدا.. ستظل ملامحكم ترافقني

 كونوا بخير أبائي و أمهاتي :)



°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

موعد مع الطفولة 


 السبت 14 ماي 2011 , يوم مميز رفقة أطفال مميزين .. إنه اليوم  الوطني لليتيم


 فكان من الرائع  قضاء هذا اليوم مع الأطفال في فضاء مفتوح ؛


 كان هذا المكان هو نادي الخطوط الجوية الملكية المغربية  


كنت مسؤولة عن فريق مكون من 20 طفلا . أتعبتني محاولات السيطرة عليهم


 لكنني استمتعت كثيرا بتواجدي معهم.


 كان منهم بطبيعة الحال  المشاغبين و الهادئين  لكن ما أثار انتباهي و شغل فكري


 هو عثمان , طفل إنطوائي بشكل مؤلم .. لم تنفع معه جميع محاولاتي للحديث معه  ،


 لم يندمج مع الأجواء إلا متأخرا  بحيث أطلق لنفسه العنان في ورشة الرسم


 ليعبر عما بداخله بكل حرية .. كنت أراقبهم بإعجاب ..


 أبنائي تألقوا ما شاء الله !! في شتى الألعاب والورشات.


  في الفترة المسائية ، بكل ذهول وإعجاب، تابعنا جميعا  العرض المسرحي


'' جحا و كيس النقود '' ..  تعالت الضحكات البريئة ونسيت نفسي معهم..


 عشت معهم طفولتي بكل عفوية ..


 ثم بعد ذلك تابعنا بتركيز وإنتباه  '' عرض الساحر'' الذي قدم  مجموعة ألعاب خفة


 أثارت إنتباه الوجوه البريئة ..


أخذنا عدة صور هنا وهناك بكادرات عفوية مختلفة ..


ثم الختام كان بتوزيع الهدايا والدعاء  ..


 كم أحببتكم يا صغاري الأعزاء !!